جاكسون بولوك
بول جاكسون بولوك كان رساماً أمريكياً وأحد رواد حركة التعبيرية التجريدية. أشهر لوحات الفنان كانت مرسومة بواسطة تنقيط ورش الأصباغ على لوح جنفاص كبير.
الميلاد: ٢٨ يناير، ١٩١٢، کودی، وایومینگ، وايومنغ، الولايات المتحدة
الوفاة: ١١ أغسطس، ١٩٥٦
الفترة: التعبيرية التجريدية
الزوج/الزوجة: لی کرزنر (متزوج ١٩٤٥–١٩٥٦)
في أحيان كثيرة يكون الفن مجرد اداة للتعبير عن نوازع داخلية للفنان ,هذه النوازع يدرك ان الفن يفرغها أو لا يدرك ذلك بحيث تكون عملية التفريغ عملية سيكولوجية بحتة تنتقل من عالم اللاوعي إلى سطح الوعي الفني فيكون بذلك منفذا لعملية التطهير النفسية التي تستتبع التخلص من شحنة العواطف المكبوتة داخل الفنان و قد تستخدم نفس الشحنة لتحريك العواطف المكبوتة لدى المتلقي أيضاً فيتحقق الهدف المرجو من الفن وقديما كان الفن التشكيلي والتصوير خاصة هو اداة للتعبير عن الجمال ولذلك ذهب افلوطين الفيلسوف السكندري إلى أن الفن هو الصراع على اظهار الجمال وظل هذا المذهب يتحكم في الطرح الفني والتشكيلي في عصور كثيرة أقربها كان إلى نهاية القرن التاسع عشر حيث تساءل العديد من الفنانين ومنهم كاندينسكي وكان ذلك بفعل تطور المجتمع والثقافة والفن عامة نتيجة للثورة الصناعية الأوروبية التي وصلت أوج مجدها في منتصف القرن التاسع عشر من هنا تساءل الفنانون عن جدوى محاكاة الطبيعة فقط في الفن التشكيلي حيث قال كاندينسكي (من الظلم الاعتقاد ان الفن هو مجرد محاكاة بلهاء للطبيعة واستنساخ لها كما هي؟) من هنا بدأ في البحث عن بديل توصيفي للتصوير غير محاكاة الطبيعة والصراع على إظهار الجمال تلك الفكرة التي سيطرت على العقلية الفنية لعدة قرون. وفقا لما نشرتة صحيفة الراية القطرية
من هذا المنطلق اعتبر كل من انتسب إلى المدارس الحديثة من تأثيرية وتكعيبية وتجريدية وغيرها اعتبر خارجا عن مسألة المحاكاة الفعلية بمفهومها الكلاسيكي أو حتى التصويري والذي يكون أقرب من فكرة التشكيل لكن هنا تقفز فكرة المحاكاة بمضمونها التحليلي والذي قد نعتبره الجوهر الحقيقي لمدارس التصوير التشكيلي الحديث.
هذا بالتحديد ما أراد أن يعنيه الفنان الأمريكي الكبير جاكسون بولوك الذي نستطيع ان نسميه فنان النقطة والخط المتعرج بحيث يفترض دائما في لوحاته نقطة تسبح فوق السطح تربطها دائما مجموعة من الخطوط المتعرجة والمتشرزمة التي تحدد حركة هذه النقطة التي تتحول إلى مئات النقاط غير المركزية وقبل أن تدخل إلى ما يعرف بأسطورة التجريد الأمريكي جاكسون بولوك يجب أن نعبر على بعض من آراء المتخصصين في أسلوب جاكسون بولوك.
يقول برايتون ميركوري الناقد التشكيلي الأمريكي (لن نستطيع أن نعتبر ابداعات معظم التشكيليين الأمريكيين أصيلة وضاربة في جزور الفن التشكيلي فمعظمهم على خط التماس مع المدارس التشكيلية الأوروبية بل وفي أحيان كثيرة يعتبر تقليدا أصم لكن هذا لا ينطبق أيضاً على مجموعة ليست بالقليلة من الفنانين الأمريكيين وعلى رأسهم جاكسون بولوك وهو تجريدي وسوريالي أمريكي أصيل)
إذن هذه شهادة أولية لناقد كبير يعتبر بولوك فنانا ذا أصالة على الرغم من اعترافه بأن الفنانين الأمريكيين على علاقة تماس دائم مع الحركات التشكيلية الأوروبية وليست القضية في الأصالة فقط فلقد ابتكر بولوك كما عرف فيما بعد بأسلوب (الربيع) والذي ميز مرحلة كاملة بالنسبة لحركة التجريد في العالم كله.
وتقول أيضاً ماري ويلمنج (كان التجريد قبل بولوك ينقسم إلى تجريد تحليلي وهو الذي يقوم بتحليل الاشكال الهندسية ويردها لمكوناتها الاولية مكونا بذلك الفكرة التشكيلية وكان هناك أيضاً التجريد التدريجي والذي يسير في اتجاه مركز اللوحة بتجريد القيم البصرية لكن حينما اتى بولوك أثبت انه من المحتمل الجمع بين كل من النسق التحليلي والتدريجي في لوحة واحدة من هنا نستطيع ان نفترض أن جاكسون بولوك ابتدع مدرسة جديدة في التجريد تقوم على تنويع الفكرة التجريدية).
ولد الفنان التجريدي الكبير جاكسون بولوك عام 1912 في كودي وتربي في ولاية أريزونا حيث كان الابن الثاني لأب وام من أصول ايرلندية وفي المدرسة الثانوية بدأت موهبة بولوك حيث انضم لإحدى الجماعات الفنية في المدرسة عام 1928 ثم رحل إلى نيويورك في عام 1930 والتحق بإحدى المدارس الفنية التي أطلقت على نفسها (الكتيبة الجديدة في الفن) وكانت ذات طابع حداثي ومتطرف أيضاً وبالتالي لن يكون غريبا ان يحاضر بها سيلفادور دالي لمدة 10 أشهر أثناء تواجده في نيويورك.
مر بولوك بتجارب فنية عديدة قبل ان يصل لمرحلة نضوج فني تحسب له وكان متأرجحا بين السريالية والتجريد بل وأحيان عانى هواجس انطباعية على حد تعبير دالي نفسه والذي كان من أشد منتقدي بولوك في بداياته.
ثم بعد ذلك قام بولوك بجولات عديدة في ولايات أمريكية كثيرة منها لوس أنجلوس وواشنطن وغيرها وكان همه في ذلك هو محاولته الدائمة لتلمس المدارس الفنية الوليدة التي كانت تتفتح في أمريكا بحكم أن أمريكا كانت دائما ذات طابع مجدب في تفريخ المواهب والأفكار التشكيلية الجديدة.
على اية حال كانت له في هذه الفترة أعمال غير ذات قوة في معظمها فيما عدا بعض الأعمال التي كانت تعبر عن ذوق تجريد لاحق مثل (متاهة ) و(بقعة ضوء) والتي تذكرنا بأعمال فزساريللي الشهيرة.
وفي اكتوبر 1945 تزوج جاكسون بولوك من الفنانة التشكيلية لي كرشنر ولن نبالغ كثيرا اذا قلنا ان مرحلة نضج بولوك كانت تنتظر هذه الزيجة الفنية الكبيرة حيث بدأ بولوك بمساعدة زوجته بإطلاق مرحلة جديدة في تاريخ التجريد عرفت بـ(مدرسة الربيع) ولقد استمدت هذا الاسم من فلسفتها اللونية التي لم تكن هي التقنية الوحيدة المبتكرة في مدرسة الربيع وسوف نتكلم عن التقنيات كلها لاحقا.
قام الزوجان بولوك وكريشنر بتأسيس استوديو مشترك في لونج ايلاند بنيويورك وانتجوا فيه العديد من الأعمال والتي كانت بحق باكورة عمل فني منظم من الممكن ان نعتبره طفرة في الفن التشكيلي الأمريكي لأنه كما سبق وقلنا يعتبر عملا فنيا امريكيا اصيلا.
ونعود إلى تقنية بولوك وما عرف بمدرسة الربيع في البداية يجب ان نتفق ان التقنية النادرة التي ابتدعها بولوك بمساعدة زوجته لي كريشنر هي تجريدية بحتة لكنها مرحلة جديدة من التجريد هي قفزة من التوحد التجريدي للتعدد وإيجاد لغة جماعية لهذه المدرسة التي يزال يسيء فهمها البعض وخاصة في وطننا الغربي حيث يعتبرها الفنانون وسيلة سهلة للتعبير عن التميز بالرغم من انه قد يكون مستخدما كتقنية فقط وليس كوجهة نظر فنية ذات دلالة.
إذن تقنية بولوك هي منحى جديد في التجريد والفكرة بكل بساطة هي ان بولوك اعتمد على الدائرة كفكرة تجريدية وليست هندسية بالمعنى المعروف واعتمد أيضاً الخط المستقيم بشكله السريالي الذي يميل في معظم الأحيان إلى التقوس والالتفاف وهكذا فإن تقنية بولوك بالرغم من اعتمادها على موتيفات محددة إلا أنها كانت ذات سمة تعددية وإبداعية متجددة ما جعلها تكفل لبولوك الشهرة الواسعة ففي أقل من عام ذاع صيت بولوك كأحد الفنانين التشكيليين الطليعيين الجدد بل وأسند إليه اكثر من عمل فني ليقوم بتنفيذه في عدة مبان حكومية وفنية وعامة بل وقام متحف نيويورك للفن الحديث باقتناء أكثر من ثلاث لوحات دفعة واحدة لبولوك.
حتى ان شهرة بولوك حركت عداء العديد من أساطين الفن التشكيلي مثل شاجال ودالي الذي اعتبر بولوك دجالا يحاول ان يحاكي كاندينسكي لكن بالطبع اللقاءات التي اجريت معه أثبتت انه فنان ذو رؤية فنية عالية وابداعية حيث قام برسم لوحاته علنا عدة مرات والتي كان لها شديد الأثر في رؤية النقاد.
كان جاكسون بولوك يقوم أولا بتحديد مواقع الدوائر في لوحته (أو شبه الدوائر) بالأسود أو الدواكن عامة ثم يقوم بوصل الدوائر بعدة خطوط ذات تشعب وفي معظم الأحيان يملأ الفراغات بألوان متعددة مبهجة وساخنة وفي معظم الاحيان تغلب بولوك على النقد الموجه إليه بل واكتسب العديد من أعدائه كأصدقاء مثل دالي الذي أصبح فيما بعد من محبي بولوك .
بول جاكسون بولوك كان رساماً أمريكياً وأحد رواد حركة التعبيرية التجريدية. أشهر لوحات الفنان كانت مرسومة بواسطة تنقيط ورش الأصباغ على لوح جنفاص كبير.
الميلاد: ٢٨ يناير، ١٩١٢، کودی، وایومینگ، وايومنغ، الولايات المتحدة
الوفاة: ١١ أغسطس، ١٩٥٦
الفترة: التعبيرية التجريدية
الزوج/الزوجة: لی کرزنر (متزوج ١٩٤٥–١٩٥٦)
في أحيان كثيرة يكون الفن مجرد اداة للتعبير عن نوازع داخلية للفنان ,هذه النوازع يدرك ان الفن يفرغها أو لا يدرك ذلك بحيث تكون عملية التفريغ عملية سيكولوجية بحتة تنتقل من عالم اللاوعي إلى سطح الوعي الفني فيكون بذلك منفذا لعملية التطهير النفسية التي تستتبع التخلص من شحنة العواطف المكبوتة داخل الفنان و قد تستخدم نفس الشحنة لتحريك العواطف المكبوتة لدى المتلقي أيضاً فيتحقق الهدف المرجو من الفن وقديما كان الفن التشكيلي والتصوير خاصة هو اداة للتعبير عن الجمال ولذلك ذهب افلوطين الفيلسوف السكندري إلى أن الفن هو الصراع على اظهار الجمال وظل هذا المذهب يتحكم في الطرح الفني والتشكيلي في عصور كثيرة أقربها كان إلى نهاية القرن التاسع عشر حيث تساءل العديد من الفنانين ومنهم كاندينسكي وكان ذلك بفعل تطور المجتمع والثقافة والفن عامة نتيجة للثورة الصناعية الأوروبية التي وصلت أوج مجدها في منتصف القرن التاسع عشر من هنا تساءل الفنانون عن جدوى محاكاة الطبيعة فقط في الفن التشكيلي حيث قال كاندينسكي (من الظلم الاعتقاد ان الفن هو مجرد محاكاة بلهاء للطبيعة واستنساخ لها كما هي؟) من هنا بدأ في البحث عن بديل توصيفي للتصوير غير محاكاة الطبيعة والصراع على إظهار الجمال تلك الفكرة التي سيطرت على العقلية الفنية لعدة قرون. وفقا لما نشرتة صحيفة الراية القطرية
من هذا المنطلق اعتبر كل من انتسب إلى المدارس الحديثة من تأثيرية وتكعيبية وتجريدية وغيرها اعتبر خارجا عن مسألة المحاكاة الفعلية بمفهومها الكلاسيكي أو حتى التصويري والذي يكون أقرب من فكرة التشكيل لكن هنا تقفز فكرة المحاكاة بمضمونها التحليلي والذي قد نعتبره الجوهر الحقيقي لمدارس التصوير التشكيلي الحديث.
هذا بالتحديد ما أراد أن يعنيه الفنان الأمريكي الكبير جاكسون بولوك الذي نستطيع ان نسميه فنان النقطة والخط المتعرج بحيث يفترض دائما في لوحاته نقطة تسبح فوق السطح تربطها دائما مجموعة من الخطوط المتعرجة والمتشرزمة التي تحدد حركة هذه النقطة التي تتحول إلى مئات النقاط غير المركزية وقبل أن تدخل إلى ما يعرف بأسطورة التجريد الأمريكي جاكسون بولوك يجب أن نعبر على بعض من آراء المتخصصين في أسلوب جاكسون بولوك.
يقول برايتون ميركوري الناقد التشكيلي الأمريكي (لن نستطيع أن نعتبر ابداعات معظم التشكيليين الأمريكيين أصيلة وضاربة في جزور الفن التشكيلي فمعظمهم على خط التماس مع المدارس التشكيلية الأوروبية بل وفي أحيان كثيرة يعتبر تقليدا أصم لكن هذا لا ينطبق أيضاً على مجموعة ليست بالقليلة من الفنانين الأمريكيين وعلى رأسهم جاكسون بولوك وهو تجريدي وسوريالي أمريكي أصيل)
إذن هذه شهادة أولية لناقد كبير يعتبر بولوك فنانا ذا أصالة على الرغم من اعترافه بأن الفنانين الأمريكيين على علاقة تماس دائم مع الحركات التشكيلية الأوروبية وليست القضية في الأصالة فقط فلقد ابتكر بولوك كما عرف فيما بعد بأسلوب (الربيع) والذي ميز مرحلة كاملة بالنسبة لحركة التجريد في العالم كله.
وتقول أيضاً ماري ويلمنج (كان التجريد قبل بولوك ينقسم إلى تجريد تحليلي وهو الذي يقوم بتحليل الاشكال الهندسية ويردها لمكوناتها الاولية مكونا بذلك الفكرة التشكيلية وكان هناك أيضاً التجريد التدريجي والذي يسير في اتجاه مركز اللوحة بتجريد القيم البصرية لكن حينما اتى بولوك أثبت انه من المحتمل الجمع بين كل من النسق التحليلي والتدريجي في لوحة واحدة من هنا نستطيع ان نفترض أن جاكسون بولوك ابتدع مدرسة جديدة في التجريد تقوم على تنويع الفكرة التجريدية).
ولد الفنان التجريدي الكبير جاكسون بولوك عام 1912 في كودي وتربي في ولاية أريزونا حيث كان الابن الثاني لأب وام من أصول ايرلندية وفي المدرسة الثانوية بدأت موهبة بولوك حيث انضم لإحدى الجماعات الفنية في المدرسة عام 1928 ثم رحل إلى نيويورك في عام 1930 والتحق بإحدى المدارس الفنية التي أطلقت على نفسها (الكتيبة الجديدة في الفن) وكانت ذات طابع حداثي ومتطرف أيضاً وبالتالي لن يكون غريبا ان يحاضر بها سيلفادور دالي لمدة 10 أشهر أثناء تواجده في نيويورك.
مر بولوك بتجارب فنية عديدة قبل ان يصل لمرحلة نضوج فني تحسب له وكان متأرجحا بين السريالية والتجريد بل وأحيان عانى هواجس انطباعية على حد تعبير دالي نفسه والذي كان من أشد منتقدي بولوك في بداياته.
ثم بعد ذلك قام بولوك بجولات عديدة في ولايات أمريكية كثيرة منها لوس أنجلوس وواشنطن وغيرها وكان همه في ذلك هو محاولته الدائمة لتلمس المدارس الفنية الوليدة التي كانت تتفتح في أمريكا بحكم أن أمريكا كانت دائما ذات طابع مجدب في تفريخ المواهب والأفكار التشكيلية الجديدة.
على اية حال كانت له في هذه الفترة أعمال غير ذات قوة في معظمها فيما عدا بعض الأعمال التي كانت تعبر عن ذوق تجريد لاحق مثل (متاهة ) و(بقعة ضوء) والتي تذكرنا بأعمال فزساريللي الشهيرة.
وفي اكتوبر 1945 تزوج جاكسون بولوك من الفنانة التشكيلية لي كرشنر ولن نبالغ كثيرا اذا قلنا ان مرحلة نضج بولوك كانت تنتظر هذه الزيجة الفنية الكبيرة حيث بدأ بولوك بمساعدة زوجته بإطلاق مرحلة جديدة في تاريخ التجريد عرفت بـ(مدرسة الربيع) ولقد استمدت هذا الاسم من فلسفتها اللونية التي لم تكن هي التقنية الوحيدة المبتكرة في مدرسة الربيع وسوف نتكلم عن التقنيات كلها لاحقا.
قام الزوجان بولوك وكريشنر بتأسيس استوديو مشترك في لونج ايلاند بنيويورك وانتجوا فيه العديد من الأعمال والتي كانت بحق باكورة عمل فني منظم من الممكن ان نعتبره طفرة في الفن التشكيلي الأمريكي لأنه كما سبق وقلنا يعتبر عملا فنيا امريكيا اصيلا.
ونعود إلى تقنية بولوك وما عرف بمدرسة الربيع في البداية يجب ان نتفق ان التقنية النادرة التي ابتدعها بولوك بمساعدة زوجته لي كريشنر هي تجريدية بحتة لكنها مرحلة جديدة من التجريد هي قفزة من التوحد التجريدي للتعدد وإيجاد لغة جماعية لهذه المدرسة التي يزال يسيء فهمها البعض وخاصة في وطننا الغربي حيث يعتبرها الفنانون وسيلة سهلة للتعبير عن التميز بالرغم من انه قد يكون مستخدما كتقنية فقط وليس كوجهة نظر فنية ذات دلالة.
إذن تقنية بولوك هي منحى جديد في التجريد والفكرة بكل بساطة هي ان بولوك اعتمد على الدائرة كفكرة تجريدية وليست هندسية بالمعنى المعروف واعتمد أيضاً الخط المستقيم بشكله السريالي الذي يميل في معظم الأحيان إلى التقوس والالتفاف وهكذا فإن تقنية بولوك بالرغم من اعتمادها على موتيفات محددة إلا أنها كانت ذات سمة تعددية وإبداعية متجددة ما جعلها تكفل لبولوك الشهرة الواسعة ففي أقل من عام ذاع صيت بولوك كأحد الفنانين التشكيليين الطليعيين الجدد بل وأسند إليه اكثر من عمل فني ليقوم بتنفيذه في عدة مبان حكومية وفنية وعامة بل وقام متحف نيويورك للفن الحديث باقتناء أكثر من ثلاث لوحات دفعة واحدة لبولوك.
حتى ان شهرة بولوك حركت عداء العديد من أساطين الفن التشكيلي مثل شاجال ودالي الذي اعتبر بولوك دجالا يحاول ان يحاكي كاندينسكي لكن بالطبع اللقاءات التي اجريت معه أثبتت انه فنان ذو رؤية فنية عالية وابداعية حيث قام برسم لوحاته علنا عدة مرات والتي كان لها شديد الأثر في رؤية النقاد.
كان جاكسون بولوك يقوم أولا بتحديد مواقع الدوائر في لوحته (أو شبه الدوائر) بالأسود أو الدواكن عامة ثم يقوم بوصل الدوائر بعدة خطوط ذات تشعب وفي معظم الأحيان يملأ الفراغات بألوان متعددة مبهجة وساخنة وفي معظم الاحيان تغلب بولوك على النقد الموجه إليه بل واكتسب العديد من أعدائه كأصدقاء مثل دالي الذي أصبح فيما بعد من محبي بولوك .